يد مرتعشة ...سرد

يد مرتعشة


أمسكت يد مرتعشة علبة الألوان و بدأت بالرسم لأول مرة 
السماء لونها أحمر السحاب خضراء الأرض بنفسجية , الشمس مربعة الشكل ,البيوت دائرية 
اكملت اليد المرتعشة تلك اللوحة التي قلبت فيها العالم راسا على عقب , سلمتها لأستاذ الرسم 
اصطدم الأستاذ بما رأى , فكر في نفسه : لا بد من التشجيع , إن قلت رأيي الحقيقي قد تحبط تلك اليد ستكره الرسم .
ابتسم ابتسامة مفتعلة و ملأ وجهه بعلامات الاندهاش : رائعة جميلة , إن هذا لفن راق جدا , لقد ذكرتني بدافنشي و بيكاسو و مايكل انجلو و رفاييل .... أنا متيقن أن هناك مستقبلا جميلا ينتظرك
صدقت اليد المرتعشة كل ذاك دفعت الأستاذ بقوة : أدري بكل هذا , أعرف إمكانياتي , لكنني كنت اشك دائما بها , اسمع لقد خضعت لقوانينك كثيرا لماذا نفصل و نشكل و نتخير أنظر مثلا لهذه اللوحة 
أخذت جميع الألوان خلطت بعضها ببعض و مدتها بعشوائية على اللوحة , ها أليس هذا بفن؟!!
سكت الأستاذ و هو يفكر في الأساليب التربوية التي تعلمها : شجع , حفز , اذكر دائما الإيجابيات لا السلبيات , قل: أنت تستطيع , واصل , استمر ....قطع تفكيره صوت صراخ الطلاب في ساحة المدرسة 
ما هذه الجلبة صاخبة , أطل الأستاذ برأسه من النافذة 
كانت تلك اليد قد أزالت اللوحة التي تحمل اسم المدرسة و علقت بدلا منها ( مدرسة اليد المرتعشة للرسم )