حديقة حب
حديقة حب
يعدني حبيبي بنزهة جميلة , يمني قلبي الصغير
بأشياء كثيرة , يمسك يدي و يأخذني معه , يفتح بوابة حديقة حبه على مصراعيها , يقول
: ادخلي هي ملكك وحدك كل المشاعر ملكك وحدك أحلى الأحاسيس ملكك وحدك.
أنبهر بتلك الحديقة , كل ركن بها بهي و فخم ,
أركض أركض في درب بوح هامس دافئ لا أرى لذلك الدرب نهاية , فالبوح الدافئ بيننا لا
ينتهي .
أندهش لشجرة عملاقة واقفة أمامي , أتحسسها
فيثير انتباهي شيء ما حفر على لوحها بقوة , إنه أول حرف من اسمي يعانق أول حرف من
اسمك , ما أجملهما و هما ملتفان بكل شغف !!
هل هذه الحديقة ملكي أنا وحدي ؟؟ لا لا
أستطيع كبت جنوني أكثر من هذا , لا أحد غيرك هنا
لذا دعني أفعل ما يحلو لي , أقرب يدي من فمي لكي لا يتشتت الصوت , و أصرخ
بكل ما أوتيت من قوة :أحبـــــــــــــــــــــــــك , تبتسم و أنت تسمع أصداء تلك الكلمة , كل ما
في الحديقة يردد صداها, أصعد على أرجوحة الكلمات تدفعني جرأتي بشدة نحوك , و حين
أصل تضيع الكلمات لا أرسل غير آهة شوق , أظل أتأرجح بين آهة و آهة.
تتأملني بصمت و أنا أتنقل من إحساس لإحساس ,
و من عاطفة لعاطفة , ترنو إلي بحنو .
يعجبك أن أمارس حريتي في حديقتك , أدري بأنك
راض عن جنوني , يعجبك أن أبوح هنا و أغني هنا و أرقص هنا , يعجبك أن أصل لقمة
الجنون هنا , و أن أذوق ذروة التهور هنا
, و مع هذا فأنت لا تتنازل عن معطف الكبرياء حتى في موسم ربيع الشوق , لا تخلع
قبعة الوقار حتى إن اشتدت حرارة المشاعر , و حين أقطف لك وردة بوح تتقبلها مني
بصمت , أنت لا تحرجني أبدا , تتقبل كل
عطاياي مهما كانت بسيطة , و مهما كانت ساخنة , تعجبني هيبتك أمام مشاكستي , يعجبني
تجلدك أمام اندفاعي و يعجبني تماسكك أمام تساقطي , و يعجبني أكثر حين تغير
المواضيع بسرعة , فما إن
ترى الدرب زاد حرارة حتى تمسك بيدي و تأخذني
نحو درب آخر و أجاريك أنا سريعا أتغابى , أصطنع تجاهل ما يحدث , و أكمل السير معك بالدرب الآخر تغريني حكمتك
كثيرا ,أحبك أيها الوقور أيها المتلفع
بالكبرياء , و تغريني نظرة التأمل تلك , يغريني صمتك الذي أفهم معناه , يغريني هرم
الشموخ الذي تبنيه أمام جنوني العفوي .
تحملني يداك إلى مكان ما , فأتوه و أنا بين
يديك , أنا لست إلا طفلة صغيرة أمام رجولتك , أتكور بين يديك و أنظر إليك بصمت .
تضعني على ريش نعام أبيض : ظلي هنا و لا
تغادري شغاف القلب .
أتمعن في هذه الجنة التي أنا بها و أهمس :
أغلق باب الحديقة.
